منذ أن أتيحت إمكانية تشييد المباني باستخدام كمبيوتر وطابعة عملاقة، بدأت قطاع البناء يشهد تحوّلاً تدريجياً.
هل تخيلت يوماً أن يتم تشييد بناء كامل بكبسة زر؟
تُعتبر
الطباعة ثلاثية الأبعاد وسيلةً سهلة، ومنخفضة التكلفة وفعالة لصناعة
الأشياء، لاسيما تشييد المباني عن طريق تصميمها مسبقاً بواسطة برنامج
متخصص، قبل أن يتم تحميل النماذج الأولية على طابعة ليتم بناؤها. تُستخدم
هذه التقنية حالياً في كافة أنحاء دبي وقد أسهمت بالفعل في بناء أول مكتب
مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم.
لن
يقتصر استخدام هذه التقنية على إدخال التطوّر في مجال الهندسة المعمارية
فحسب، فسرعة الطباعة ثلاثية الأبعاد وكلفتها المنخفضة تساهمان في توفير
حلول للمشاكل الاجتماعية من خلال المساعدة على تطوير مساكن للجميع بأسعارٍ
معقولة وبناء منازل جديدة للمجتمعات التي مزّقتها الحرب.
وفي
هذا الصدد، يقول فيديريكو ماريسكوتي، نائب رئيس شركة ’إيه تي كيرني
للاستشارات الإدارية العالمية‘: “تُعتبر المناطق التي تأثر سكانها بأنماط
الطقس القاسية أو التي مزّقتها النزاعات أرضاً خصبة لتشييد المباني بتقنية
الطباعة ثلاثية الأبعاد. يمكن التوسّع فعلاً في هذه التقنية بحيث نستطيع
بناء منزل صغير خلال يومٍ واحد فقط باستخدام معدات يمكن نقلها بواسطة
شاحنة”.
الطباعة ثلاثية الأبعاد قادرة على تغيير معالم قطاع الإنشاء في دبي
سيكون
تأثير الطباعة ثلاثية الأبعاد على قطاع الإنشاء كبيراً بما أنّه يشكل نسبة
11 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في الإمارة. وفي هذا السياق، يصرّح
نيك جيكوبس، رئيس أنظمة الأعمال والتكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط
وإفريقيا لدى شركة ’فيثفول آند جولد‘ الرائدة في مجال إدارة المشاريع: “سوف
تُحدث الطباعة ثلاثية الأبعاد، كأي تقنية أخرى، تغييراً جذرياً في قطاع
البناء وبالتالي في كل جانب من جوانب سلسلة التوريد.
لعلّ
الاعتماد على هذه التقنية قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على اليد العاملة،
إلّا أنها قد تساهم في زيادة الطلب على العمالة من أجل تحويل المواد
الأولية إلى سلع ونقلها من المقالع إلى مواقع البناء”.
وأضاف
أنّ الطباعة ثلاثية الأبعاد ستؤثر أيضاً على المشهد الاقتصادي والاجتماعي
في المنطقة وقال في هذا الصدد: “أجد أنّ هذه المسألة تستحقّ التطرّق إليها
ويهمّنا معرفة مآلها خلال السنوات القليلة المقبلة. إنّ قطاع البناء في دبي
واسع النطاق بحيث يوفر فرص العمل لآلاف المغتربين من جميع أنحاء العالم.
ومن هذا المنطلق، سيؤدي التغيير في طبيعة عملية البناء إلى تحوّل في
الموارد، بما ينعكس مباشرةً على اقتصاد البلد”.
الطباعة ثلاثية الأبعاد تفتح آفاق المستقبل
جاء
في معرض حديث جايكوبس أنّ السلطات في دبي تسعى على الدوام إلى البحث عن
وسائل مبتكرة تتيح لها استخدام تقنيات جديدة. ولحسن الحظ، تتوفر فرصٌ عدة
للتعرف على شركاء جدد في عالم التكنولوجيا بهدف تبادل الخبرات والمعارف.
أمّا في ما يتعلق بالبنية التحتية، فإن دبي تحتضن بعضاً من أفضل موانئ
العالم، ما يتيح لها استيراد عناصر البناء المطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية
الأبعاد من بلدانٍ تتوفر فيها الموارد الطبيعية والقوى العاملة.
وفي الوقت الراهن يجري التخطيط لبناء أول ناطحة سحاب بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم. وتسعى دبي إلى أن تصبح رائدة عالمياً في تسخير تقنيات البناء بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. وفي هذا الصدد، يقول ماريسكوتي: “هذا بالتحديد ما يميز دبي عن غيرها من المدن. دبي مدينة لا تعرف المستحيل، ويساهم سكّانها القادمون من بلاد مختلفة في تقديم إنجازات وابتكارات تبهر العالم”.
المصدر:https://www.visitdubai.com/ar/business-in-dubai/why-dubai/news-and-insights/dubai-3d-printed-buildings